غريزة
التفكير

فهل يمكن أن
نعتبر أنَّ التفكير والتفكُّر واستعمال العقل أو الفكر غريزة فطرية في الانسان،
مثلها مثل غريزة الجنس والأكل وغيرها من الغرائز؟.
رأيي، هي
كذلك، لأنَّنا نجد فيها الكثير من الشبه بالغرائز الأخرى إذا عقدنا مقارنة بها،
ولنفعل ذلك مع الغريزة الجنسية على سبيل المثال.
فالمرء منَّا
إذا كان في وضعية تفكُّر وتفكير واستجماع لشتات فكرة أو أفكار، وتخيُّل لما ستحدثه
فكرته أو أفكاره وآراؤه من آثار في محيطه، وكان سعيدا متلذِّذا بذلك، كان في وضعية
استمناء ذهنية فكرية إبداعية.
فبعد الإبحار
في الخيال الواسع، والتمتُّع بالأحلام اللذيذة، وبناء أفكار متحرِّرة من كلِّ قيد،
ورسم أهداف لا حدود لها، على المفكِّر يوفِّر لعروسته (الفكرة) فراشا القرطاس)
ويزفَّ لها عريسا (اليراع) فيتخلَّق بينهما جنينا ينمو في رحم الابداع.
وإن لم
يفعل كان كالزوج العازل في فراشه، تجنُّبا للولد.
وإن فعل
المفكر، وسمَح للجنين أن يتشكَّل ويكتمل نموُّه حتَّى فكرة إبداعية مكتملة، ثمَّ
تراجع عنها لرأيٍ رآه هو أو غيره بعد الاطلاع عليها، كأنَّها معوَّقة أو غير
مفيدة، فأعدمها ورماها في سلَّة المهملات مستغنيا عنها حارما الانسانية ممَّا قد
يفيدها منها.
ألا
يعتبر هذا المفكِّر كالجاهلي الذي يئد بناته؟ ﴿وَإِذَا المَوءُودَةُ سُئِلَت
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت﴾
وكلُّ فكرة
لمفكِّر مَّا أو مفكِّرين آخرين، أو معلومة مكتشفة أو إبداعات أبدعوها، أو
اختراعات اخترعوها، فيقدم أحدهم على ما أنتجه هو نفسه أو أنتجه غيره من المفكرين
المبدعين، بنقدها وانتقادها يريد بذلك إعدام الفكرة ومحوها من الوجود لحاجة في
نفسه، أو مكسب لجيبه، أو مغرم على زميله.
ألا
يعتبر هذا المبدع والمفكر قاتلا؟ ﴿وَلاَ تَقْتُلُوا
أَولاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ﴾
وإن
فكَّر المفكِّر، وأبدع المبدع، وألَّف المؤلِّف، واخترع العالم، و...، ثمَّ ترك
ذلك بعد جهد التفكير، ومخاض الابداع مهملا بدون رعاية ومتابعة، حتَّى يقدمه
للإنسانية عملا محسوسا، أو مشروعا مدروسا، أو كتابا مرقوما.
ألا
يكون هذا المفكِّر مهملا، كالذي يهمل أسرته فتتشرَّد؟
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير......... نعم الزيجة أستاذي ..أفكار طازجة وزواج مثمر...لاعدمنا الله درر بناتك
ردحذفرائعة أفكارك أستاذ يوسف، وأروع هو تشبيهك البليغ، فأبارك لك تدوينها ونشرها مباركة المولود القادم للأمة
ردحذف