الثلاثاء، 4 فبراير 2014

اليقظة واجب الجميع

اليقظة واجب الجميع


    روى لي والدي (رحمه الله):

    أنَّه كان في حقبة غائرة في القدم، بمدينة تغردايت (غرداية)، بنات صغيرات دون البلوغ، وهن في سنِّ الزهور يلعبن في الطريق، إذا بقافلة من الجمال تدخل البلدة من أحد أبوابها، محمَّلة بأحمال مليئة.
    ولكنَّ البنات من يقظتهنَّ ونباهتهنَّ وذكائهنَّ، لمحن داخل كلِّ حمل من أحمال الجمال، رجلاً تبرق عينيه من فتحتين شُقَّتا على الحِمل، فانتابهنَّ خوف وشكٌّ في أن تكون القافلة تحمل شرًّا لا خيرا للبلدة.
    فبدأن ينشدن هذه الكلمات الجميلة، بصوت مرتفع:


تِشْتِينْ اهْرُورْدَنْتْ امْرُورْدَنْتْ
طِيطْ تَقَّسْ أَبَاوْ أَبَاوْ أَبُوتَلِّيسْ

    فما أن يسمع أيُّ رجل هذه الكلمات، إلاَّ ويدرك معناها ومغزاها وواجبه نحوها؛ فيلبس لباس الرجولة، ويحمل سلاح البطولة، ويخرج من بيته أو متجره أو مشغله متوجِّها إلى حيث الخطر، ليذود عن عرينه.
    فيضرب أحدهم حادي العيس، ويشق الآخرون أحمال الجمال بسكين أو سيف، ثم يجهزون على من بداخله.
    وهكذا، أنقذت الصبايا الصغار البلدة من خطر داهم وعدوٍّ غادر.
    ملاحظة:   
    لست أدري إن كانت الحكاية حدثا واقعا، فنرويه ونوثِّقه تاريخا، أم أسطورة خيالية، فنتسامر بها في ليالي الشتاء الطويلة. وقد نجد الفصل بين الطرحين لدى أحد القرَّاء الكرام.


بقلم: يوسف بن يحي الواهج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق