هكذا نحتفل بالمولد النبوي الشريف
ثانيا: نصيب الأسرة من المناسبة:

وفي البت المحدَّد يتجمّضع كلُّ أفراد
الأسرة، صغارا وكبارا، ذكورا وإناثا، أبناء وأحفادا، مع مراعاة عدم الاختلاط بين
البالغين من الرجال والنساء، التزاما بتعاليم شرع الله تعالى، ويبقى الأطفال
يتردَّدون بين قاعة الرجال وقاعة النساء بحرِّية وطلاقة وحبور، في جوِّ مملوء
بالفرحة والسرور والسعادة.
وفي بداية هذه السهرة، تتعاون عرائس وصبايا
الأسرة، تحت إشراف الأمِّ والحماة في تحضير العشاء الخاص بالمناسبة، والذي غالبا
ما يكون عبارة عن شربة الفريك، وطاجين كباب، رفقة طاجين الحلو، إضافة إلى الملحقات
العصرية اللذيذة التي تسرُّ الناظر إليها، ويستسيغها آكلها.
كما يتعاونَّ في إعداد صينية أواني ومواد
تحضير وشرب الشاي وملحقاته، من أباريق وكؤوس ومكسَّرات وحلويات ورمز القلوب
البيضاء سيِّد مجالس الشاي في مزاب، الجبن المحلي الصنع "تَكَمَّارِيتْ".
عندما يكتمل حضور جميع أفراد الأسرة من
كبيرهم إلى صغيرهم، توضع الموائد ليتحلَّق حولها الرجال حلقا سداسية أو خماسية في
القاعة الخاصة بالرجال، ومثل ذلك يجري في القاعة الخاصة بالنساء، بجانبها حِـلَقٌ
أخرى خاصَّة بالأطفال؛ ثمَّ توضع صحون الأكل والملحقات اللذيذة.
ثم يضع كل رجل ذو دخل من رجال الأسرة مساهمته
من مكسَّرات وحلوى وبسكويت، مختلفة الألوان والأنواع، كلٌّ حسب مقدرته وسخائه
وكرمه، يضعون ذلك أمام الوالد أو الجد، فيقوم بخلط الكلِّ ثمَّ تقسيمه على كلِّ
أفراد الأسرة الحاضرين، من أكبر كبيرهم، إلى أصغر مولود فيهم؛ ولا ينسى نصيبا من
الخليط يحمله معه إلى المسجد، ليوزَّع مع صدقات المسلمين أثناء السهرة الانشادية
الدينية.

وبعد هذه السهرة العائلية الحميمية الجميلة،
يخرج الرجال إلى المسجد لإنشاد مدائح في مزايا وفضل وفضائل وأخلاق وكرامات رسول
الله سيِّدنا محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم؛ كما تتبادل النساء التهاني
بالمناسبة بزيارة كبيرات السن من الأقارب.
بقلم:
يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق