
كلنا يحلم بالمرأة المثالية والأم المثالية، مثل حُلمنا وحلم الناس بالمدينة الفاضلة، والكلُّ يظنُّ أن الحلم لن يتحقَّق، وكلُّ الناس يعتقدون ونحن منهم أنَّ المثالية مطلب مستحيل المنال لم ولن يتحقَّق على وجه الأرض.
ولكن لمَّا قرأت عن طريق الصدفة في أحد المواقع العنكبوتية هذه القصَّة عن الأمِّ التي حقَّقت في أَوْ مَعَ أبنائها ما يجعلها فريدةَ جنسها من النساء والأمهات على السواء، وحُقَّ لها لقب الأمِّ المثالية عن جدارة.
لهذا أسرعت إلى نقله ونشره في محيطنا، ليعرفَ الآباء والأمهات مدى القدرة والقوَّة التي مدَّ الله تعالى بها أمهاتنا في صناعة مستقبل الأمَّة، إن أحسنوا وأحسنَّ استعمال وتوجيه هذه القدرة والقوَّة، فاقرؤوا هذه الحكاية، واعملوا جاهدين مخلصين أن تكون أمَّهاتنا ونساؤنا مثل هذه السيِّدة بارك الله فيها.
يوسف بن يحي الواهج
---------------------------------------------
هكذا فلتكن الأمهات1
يقول أحد معلِّمي القرآن الكريم بأحد المساجد: جاءني ولد صغير يريد التسجيل فيالحلقة.
فقلت له: هل تحفظ شيئاً منالقرآن؟.
فقال: نعم.
فقلت له: اقرأ من جزء عمَّ.فقرأ.
فقلت: هل تحفظ سورة تبارك؟.
فقال: نعم. وقَرَأ.
فتعجَّبت من حفظه مع صغرسنه.
فسألته عن سورةالنحل؟ فإذا به يحفظها، فزاد عجبي. فأردت أن أعطيه من السور الطوال.
فقلت: هل تحفظالبقرة؟ فأجابني بنعم. وإذا به يقرأ ولايخطئ.
فقلت: يا بني هل تحفظ القرآن؟؟؟.
فقال: نعم.
فطلبت منه أن يأتي غداًويُحضر وليَّ أمره، وأنا في غاية التعجُّب!. كيف يمكن أن يكون ذلك الأب؟؟. فكانت المفاجأة الكبرى حينما حضر الأب ورأيته وليس في مظهره ما يدل على التزامهبالسنَّة.
فبادرني قائلاً: أعلم أنك متعجِّب من أنَّني والده، ولكنسأقطع حيرتك، إنَّ وراء هذا الولد امرأة بألفرجل، وأبشِّرك أن لديَّ في البيت ثلاثةأبناء كلّهم حفظة للقرآن، وأنَّ ابنتي الصغيرة تبلغ من العمر أربعسنوات تحفظ جزء عمَّ.
فتعجَّبت وقلت: كيف ذلك؟.
فقال لي: إن أمَّهم عندما يبدأ الطفل منهم الكلام، تبدأمعهم تحفيظ القرآن وتشجعهم على ذلك؛ فالذي يحفظ منهم أوَّلاً هومن يختار وجبة العشاء في تلك الليلة،ومن يراجع أوَّلاً هو من يختار أين نذهب في عطلة الأسبوع،ومن يختم أوَّلاً هو من يختار أين نسافر في الإجازة؛وعلى هذه الحالة تزرع بينهم روح التنافس فيالحفظ والمراجعة.
نعم هذه هي المرأة الصالحة التي إذا صَلُحت صَلُحبيتُها، وهي التي أوصى الرسول صلَّىالله عليه وسلَّم باختيارها زوجة من دون النساء، وترْك ذات المال والجمال والحسَب، فصدق رسول الله عليه الصلاة والسلام إذ قال:(تُنكح المرأةلأربع لمالها، وحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذاتالدين تربت يداك)رواه البخاري. وقال عليه الصلاة والسلام: (الدنيا متاع وخير متاع الدنياالمرأة الصالحة)رواه مسلم.
فهنيئاً لهذه الأمّ حيث أمَّنت مستقبل أطفالها بأن يأتيالقرآن شفيعاً لهم يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: (يقال لصاحب القرآن يوم القيامة: إقرأ ورتِّلكما كنت ترتِّل في دار الدنيا فإنَّ منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها)رواه إبنحبان .
فتخيَّلي أيَّتها الأمّ وأنت أيُّها الأب، تلك الأمَّ الغالية وهي واقفةبفخر يوم المحشر تنظر إلى أبنائها وهم يرتقون أمامها، وإذا بهم قد ارتفعوا إلى أعلىمنزلة، ثم جيء بتاج الوقار ورُفع علىرأسها، الياقوتة فيه خير من الدنيا و مافيها.
أمَّا نحن فلنرى ماذا سيفعل أبناؤنا إذا قيل لهماقرؤوا؟؟؟.
إلى أي المراتبسَيَصِلون؟؟؟.
وهل ستوضع فوق رؤوسناالتيجان؟؟؟.
يمكن لنا أن نتدارك الأمر إن شئنا، فقط علينا أن نعزم ثمَّ نبدأ.
فابدأ أخي الفاضل، وابدئي أختي الفاضلة (أعزَّكما الله)، ببرنامج هادف معأبنائكما وبناتكما، ولتكن هذه الأحرف والآيات في ميزانكما، صفقة لن تندما معهاأبداً، وشهادة لكما يوم الحساب، يوميؤتى بقارئ القرآن شفيعاً لأهله يوم القيامة، يوم ارتقاء حفظة القرآن الكريم والارتفاع بهم إلى أعلى منزلة عند الله تعالى. آمين
---------------------------------
1- العنوان من عندنا، مع بعض التصرف في التعبير فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق