مع حلول كل فصل صيف، من كل سنة، وفي كل أصقاع العالم تغلق المدارس والمعاهد والجامعات أبوابها، لتمنح طلبتها وأساتذتها وعمالها عطلة هي الأطول فترة، تعد بالشهور، نسبة للقطاعات الأخرى.
ولقد عم هذا التقليد كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والثقافية، بل حتى على المستوى الأسري والعائلي والأشخاص، فكل هؤلاء أصبحوا يفكرون في التعطل عن العمل الذي كانوا يمارسونه في سائر أيام وليالي الفصول الأخرى من السنة. وذلك تحررا من مسؤوليات العمل التي ملكت عنهم وأفقدتهم حرية التصرف في أوقاتهم إلا بما يخدم وظيفتهم ومسؤوليتهم.
والحقيقة إنني لا أعلم تاريخ بداية، أو سببا لسن هذا التقليد، وكل ما أعلمه أن العطلة لم تكن معروفة بهذا النظام وهذه الطقوس وهذه الأهمية قديما، فقد كانت أيام وشهور وفصول السنة متشابهة تسير على نمط واحد. سواء عند أهل العلم أو أهل الاقتصاد أو غير ذلك.
ولا شك أن الذين سنّوا العطلة إنما فعلوا ذلك للاستفادة منها وتحقيق بعض الأهداف المفيدة مثل:
- تجديد النشاط وبعث الجد، للعمل برغبة أكثر.
- التفرغ لبعض الاهتمامات الأخرى.
- القيام ببعض الواجبات التي قد تعطلها مسؤوليات العمل.
غير أنني وجدت أغلب الناس في هذه الأيام يحوّلون نعم العطلة إلى نقمة على أنفسهم وعلى مجتمعهم وأممهم، فحولوا تحررهم من قيود وأغلال العمل إلى الضياع في عدم الفراغ والعيش على هامش الحياة، ويقطعون أيام وشهور العطلة في المقاهي، وزوايا الشوارع، أو منبطحين على رمال الشواطئ بإفراط، أو متسكعين في شوارع العواصم في تيه دون هدف، أو يقضون الليالي بين بيوت اللهو والسهرات الماجنة الفارغة، أو…، أو… .
في حين أنهم يسبحون في فضاء زمني يملكون مقاليده بين أيديهم ولهم كامل الحرية ليتصرفوا فيه بالحكمة التي تحقق لهم ما لم يستطيعوا تحقيقه أيام كانت أوقاتهم ملك الوظيف أو صاحب العمل، وهو القيد الذي كان العذر والشماعة التي يعلقون عليها تقصيرهم في أداء بعض الواجبات.
أقول هذا الكلام ونحن على أبواب فصل الصيف وبداية موسم العطل، لأهمس في أذن كل مسلم وهو يفكر في تنظيم عطلة هذا الصيف أن يفكر جديا في الخروج من عطلته بأكبر فائدة ممكنة:
- كأن يخرج الطالب برصيد ثقافي معرفي نتاج مطالعاته.
- والباحث باستدراك تأخره في انجاز بحثه.
- والأستاذ يرفع مستواه المعرفي، ليحسن أداءه أمام طلابه.
- ورب الأسرة يجمع شمله في حضنه ويوطد علاقته بأبنائه.
- والأم بتغيير نمط العيش في المنزل وإضفاء جديد منعش فيه.
- العامل بإنجاز عمل خاص، منعته عنه التزاماته المهنية.
- الموظف بتعلم مهارة تحسّن أداءه الوظيفي.
وكذلك الحال بالنسبة لكل أطياف المجتمع، ولو يحاول الكل الاستغلال الإيجابي لكل لحظات العطلة لكان حال الأمة غير هذه الحال.
فعلى هذا الأمل أختم أحرفي هذه يقول الأستاذ الكبير، عباس محمود العقاد:
-” أوقات العمل تملكنا،. ولكننا نحن الذين نملك أوقات الفراغ ونتصرف فيها كما نريد، فهي من أجل هذا ميزان قدرتنا على التصرف وميزان معرفتنا بقيمة الوقت كله، وليست قيمة الوقت إلا قيمة الحياة.
فالذي يعرف قيمة وقته يعرف قيمة حياته، ويستحق أن يحيا وأن يملك هذه الثروة التي لا تساويها ثروة الذهب، لأن مالك وقته بملك كل شيء، ويصبح في حياته سيد الأحرار.
إن أفرغ الناس هو الذي لا يستطيع أن يملأ ساعات فراغه “-
وأعوذ بالله أن نكون أو يكون أحد من أبنائنا أفرغ الناس.
ولقد عم هذا التقليد كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية والثقافية، بل حتى على المستوى الأسري والعائلي والأشخاص، فكل هؤلاء أصبحوا يفكرون في التعطل عن العمل الذي كانوا يمارسونه في سائر أيام وليالي الفصول الأخرى من السنة. وذلك تحررا من مسؤوليات العمل التي ملكت عنهم وأفقدتهم حرية التصرف في أوقاتهم إلا بما يخدم وظيفتهم ومسؤوليتهم.
والحقيقة إنني لا أعلم تاريخ بداية، أو سببا لسن هذا التقليد، وكل ما أعلمه أن العطلة لم تكن معروفة بهذا النظام وهذه الطقوس وهذه الأهمية قديما، فقد كانت أيام وشهور وفصول السنة متشابهة تسير على نمط واحد. سواء عند أهل العلم أو أهل الاقتصاد أو غير ذلك.
ولا شك أن الذين سنّوا العطلة إنما فعلوا ذلك للاستفادة منها وتحقيق بعض الأهداف المفيدة مثل:
- تجديد النشاط وبعث الجد، للعمل برغبة أكثر.
- التفرغ لبعض الاهتمامات الأخرى.
- القيام ببعض الواجبات التي قد تعطلها مسؤوليات العمل.
غير أنني وجدت أغلب الناس في هذه الأيام يحوّلون نعم العطلة إلى نقمة على أنفسهم وعلى مجتمعهم وأممهم، فحولوا تحررهم من قيود وأغلال العمل إلى الضياع في عدم الفراغ والعيش على هامش الحياة، ويقطعون أيام وشهور العطلة في المقاهي، وزوايا الشوارع، أو منبطحين على رمال الشواطئ بإفراط، أو متسكعين في شوارع العواصم في تيه دون هدف، أو يقضون الليالي بين بيوت اللهو والسهرات الماجنة الفارغة، أو…، أو… .
في حين أنهم يسبحون في فضاء زمني يملكون مقاليده بين أيديهم ولهم كامل الحرية ليتصرفوا فيه بالحكمة التي تحقق لهم ما لم يستطيعوا تحقيقه أيام كانت أوقاتهم ملك الوظيف أو صاحب العمل، وهو القيد الذي كان العذر والشماعة التي يعلقون عليها تقصيرهم في أداء بعض الواجبات.
أقول هذا الكلام ونحن على أبواب فصل الصيف وبداية موسم العطل، لأهمس في أذن كل مسلم وهو يفكر في تنظيم عطلة هذا الصيف أن يفكر جديا في الخروج من عطلته بأكبر فائدة ممكنة:
- كأن يخرج الطالب برصيد ثقافي معرفي نتاج مطالعاته.
- والباحث باستدراك تأخره في انجاز بحثه.
- والأستاذ يرفع مستواه المعرفي، ليحسن أداءه أمام طلابه.
- ورب الأسرة يجمع شمله في حضنه ويوطد علاقته بأبنائه.
- والأم بتغيير نمط العيش في المنزل وإضفاء جديد منعش فيه.
- المسلم بإثقال ميزان حسناته، بصلة رحمه، وعمارة المسجد، والسعي في الخير،… .
- العامل بإنجاز عمل خاص، منعته عنه التزاماته المهنية.
- الموظف بتعلم مهارة تحسّن أداءه الوظيفي.
وكذلك الحال بالنسبة لكل أطياف المجتمع، ولو يحاول الكل الاستغلال الإيجابي لكل لحظات العطلة لكان حال الأمة غير هذه الحال.
فعلى هذا الأمل أختم أحرفي هذه يقول الأستاذ الكبير، عباس محمود العقاد:
-” أوقات العمل تملكنا،. ولكننا نحن الذين نملك أوقات الفراغ ونتصرف فيها كما نريد، فهي من أجل هذا ميزان قدرتنا على التصرف وميزان معرفتنا بقيمة الوقت كله، وليست قيمة الوقت إلا قيمة الحياة.
فالذي يعرف قيمة وقته يعرف قيمة حياته، ويستحق أن يحيا وأن يملك هذه الثروة التي لا تساويها ثروة الذهب، لأن مالك وقته بملك كل شيء، ويصبح في حياته سيد الأحرار.
إن أفرغ الناس هو الذي لا يستطيع أن يملأ ساعات فراغه “-
وأعوذ بالله أن نكون أو يكون أحد من أبنائنا أفرغ الناس.