كتاب جدير بالقراءة:
المذهبي والتاريخي والنقدي
في تيسير التفسير الاباضي
كتاب: من
سبعمائة وعشرين صفحة (720).
تأليف:
الدكتور: فتحي بوعجيلة.
الموطن:
الجمهورية التونسية.
التاريخ:
2013م
يقول عنه
الأستاذ الدكتور: فرحات بن علي الجعبيري، في مقدِّمته على البحث:
-"ودون
أن أكيل لهذه الأطروحة ما تستحقُّه من الثناء شكلا مضمونا نرى أنَّ صاحبها قد أتقن
فنون البلاغة، وضروب البيان، ممَّا يزيدها حلاوة كلَّما توغَّل القارئ في
المطالعة، ولم يخنه قلمه -فيما أحسب- حتَّى عندما توغَّل في أغوار القضايا العقدية
الشائكة، وألمَّ بأدقِّ المسائل الفقهية التي عادة ما يخون فيها القلم ويجنح
الأسلوب إلى الركاكة، نفعه في ذلك تميُّزه على طلبتنا وشيوخنا معاشر كلِّية الآداب
وحتَّى أهل كلِّية الشريعة بتونس بحفظ القرآن الكريم، ومعايشة أحاديث الرسول عليه
السلام في أطروحته في التعمُّق في البحث، مع ما تعطيه كلِّية الآداب من دقَّة في
المنهجية وقدرة حسنة على التصرُّف في كلِّ ما يتجمَّع من معلومات متفرِّقة طيلة
أيَّام البحث وهي تقارب العشر سنوات."- (صفحة: د).
ويبارك
للمؤلِّف صاحب الأطروحة قائلا: -"فتهانينا الحارَّة للأستاذ بهذا العمل
الجليل الذي حظي بملاحظة مشرِّف جدًّا بعد مشاكسات عنيفة من اللجنة المناقشة.."-
(صفحة: ر).
وفي مقدِّمته
تلك، يوجِّه الدكتور فرحات الجعبيري همسة وتنبها لكلِّ باحث يشتغل بالفكر الإباضي،
فيقول: -"وأقول له ولمن يشتغل بالفكر الاباضي من أبناء جامعتنا، تلك ضريبة
من يشتغل بهذا الفكر مع أناس لا يعرفون عنه إلاَّ النزر القليل ويا ليتهم عرفوا
النزر الصحيح وإنَّما الشائع حتَّى بين أهل العلم النزر المدمِّر الذي دوَّنه
علماء الفرق وتابعهم في ذلك المؤرِّخون بمختلف نزعاتهم، ولم يسلم من ذلك حتَّى ابن
خلدون الذي شهد بأنَّ للإباضية مؤلَّفات جيِّدة لكنَّه لم يسلم من حشرهم مع
الخوارج، وقد أصابهم ضير كبير من هذا الحشر ولا يزال."- (صفحة: ر).
وممَّا
تضمَّنه الكتاب في بدايته، ترجمةً قيِّمة مفصَّلة عن الشيخ اطفيش صاحب التفسير (رحمه
الله)، من النسب والولادة والنشأة، ومراحل طلب العلم والتدريس والتأليف، مع قراءة
نقدية لكلِّ مراحل حياة الشيخ وبيئته وموطنه ومجتمعه، كلُّ ذلك في ثلاثين صفحة
كاملة.
والقسم الأكبر من الكتاب، هو الفصول الأساسية للبحث
العلمي في كتاب تيسير التفسير، وهي:
-
منهج التفسير في الكتاب.
-
الآراء العقدية.
-
القواعد الأصولية والأحكام الفقهية.
-
قراءة الفكر والتاريخ والواقع في الكتاب.
-
قراءة في تاريخ المذهب الاباضي حتَّى وصوله شمال إفريقيا.
ويختم هذه البحوث بباب
وَسَمه بــ: البيئة الجزائرية. أيُّ دور للمثقَّف، تعرَّض فيه لكثير من
المواضيع المهمَّة، جديرة بالقراءة، من طرف كلِّ مثقَّف جزائري ومسلم، ومن طرف
كلِّ إباضي ومزابي خصوصا.
أخي
القارئ: ليست هذه الفقرات قراءة علمية في كتاب: "المذهبي
والتاريخي والنقدي في تيسير التفسير" للشيخ أمحمَّد بن يوسف أطفيَّش (قطب
الأئمة) رحمه الله، بل هي عرض موجز تشويقي ودعوة ملحَّة للقراءة والمطالعة، وهو مفيد
بكلِّ تأكيد لكلِّ مثقَّف وباحث جادٍّ في مجالات مختلفة.
أتمنَّى أن
ييسِّر لي ولكل محبٍّ للكتاب والمطالعة وقتا مباركا وزمنا مناسبا وذهنا صافيا
لقراء هذا الكتاب القيِّم جدًّا جدًّا. آمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق