أَمْسِيرَدْ
أَمْسِيرَدْ،
الجمع: إِمْسِيرِيدَنْ.
إنَّهم أشخاص
من أعضاء حلقة العزَّابة، وعددهم أربعة على الأقلِّ، وقد يكون أكثر إذا لزم الأمر
من كثافة سكَّن البلدة.
يقومون بهذه
المسؤولية تطوُّعا دون أيِّ مقابل، إلاَّ من أكرمهم نحلة بشيء مَّا، وهي ذاتُ
أولويَّة لديهم قبل أشغالهم وأعمالهم الخاصَّة، إيمانا منهم بعظَم المسؤولية،
ونبلِ العمل، وهلاك الأمَّة إن لم يُـــقم هذا الفرض الكفائي، ورغبةً منهم الأجر
الجزيل.
فتجدهم
يتجنَّدون للمهمَّة عند مغاسل المقبرة، مباشرة بعد الإعلان عن الجنازة في المسجد
دبر الصلاة المفروضة؛ ويتعاملون مع أيِّ حالةٍ أمامهم، بكفاءة فقهية وشرعية صحيحة،
وإنسانية عالية، ونبلٍ راقٍ، سواء كان الميِّت شابًّا صغيرا، أو كهلا، أو شيخا
كبيرا قضى في بيته؛ وقد تكون حالة خاصًّة قضت في حادثِ مرور، أو حادث عمل.
إضافة إلى
الكفاءة المهنية والعلمية والشرعية التي يتمتَّعون بها، ولأجلها اختارتهم هيئة
العزَّابة لهذه المهمَّة، عليهم كذلك أن يتميَّزوا بفضيلة كتمان السر، ليحفظوا
أسرار الميِّت، وما يجدوه، أو يلاحظوه عليه، صغيرا كان أو كبير، غريبا كان أو
عاديا.
وعليهم أن
يرافقوا الميِّتَ بعد غسله وهو على نعشه، يحمله الناس على أكتافهم إلى المصلَّى
حيث تقام عليه صلاة الجنازة، ثمَّ من المصلَّى إلى مدفنه ومرقده ومثواه الأخير.
وهناك عرفٌ
في المجتمع المزابي، وهو أن تعيِّن حلقة العزَّابة مجموعة أشخاص من خرج الحلقة،
يكلَّفون بغُسلِ الأموات الذين يموتون على معصية، أو الذين ماتوا وهم تحتَ حكم
البراءة، أيَّام كان حكم البراءة قائما في المجتمع، ويسمَّن: إِمْسِيرِيدَنْ.
وقبل أن يتساءل
القارئ الكريم عمَّن يقوم بهذه المسؤولية في الجانب النسويِّ، أجيبه، أنَّ الهيئة
الدينية المشرفة على شؤون المرأة في المجتمع النسوي تِيعَزَّابِينْ، تعيِّن
من أعضائها مجموعة من النساء، يتمتَّعن بنفس الكفاءة الفقهية والشرعية والانسانية
التي يتمتَّع بها أعضاء المجموعة الرجالية.
كما تعيِّن
الهيئة بعد موافقة حلقة العزَّابة بعض النساء من خارج الهيئة، يقمنَ بغُسل اللائي
يقضين على معصية، أو فراءة المسلمين.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق