الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

شؤون إجتماعية

من مآسي المجتمع الجزائري
رفقا بالقوارير


    خطبوها لابنهم المدلَّل، وهو طالب جامعي ليزوِّجوه بعد سنتين، عند تخرُّجه من الجامعة، واشترطوا عليها الانقطاع عن الدراسة، للاستعداد للحياة الزوجية، ورعاية مملكة البيت، وتأسيس أسرة.
    فلم يكن للبنت بدٌّ، إلاَّ أن توافق أمام الضغط النفسي الاغرائي، المليء بالوعود الجميلة، والأحلام الوردية، والمواعيد الغيبية السعيدة من طرف الأسرة الخاطبة؛ إضافة إلى نصائح الأمِّ الخالصة، بأنَّ الزواج للبنت مصير فطريٌّ جميل، وفرصة قد لا تتكرَّر دائما في زماننا هذا، وأنَّ الرسالة الاستخلافية للمرأة في هذه الحياة، هو الزواج والانجاب وتربية الأجيال.
    وكان الأب في حيرة من أمره، بين حبِّه لابنته، وأمله في إسعادها، وبين ما تفرضه الحياة والأعراف والتقاليد الاجتماعية، فترك الأمر لها ولأمِّها، طمعا في تطَّلع الأم على حقيقة ما تفكِّر البنت، وما يختلج في حشاشة صدرها.
    وفي الأخير وافقت البنت على التضحية بدراستها، والتخلِّي عن أحلامها وأهدافها ومشاريعها العلمية والفكرية، لتمنح فرصة الفرَح والسعادة لوالديها.

    فانقطعت البنت فعلا عن مقاعد الدراسة، ولزمت البيت، وحوَّلت اهتمامها لتدبير البيت، وإرضاء الزوج، ورعاية الأسرة، وخبايا الحياة الزوجية.
    ولـمَّا اقترب موعد الزفاف، أراد الأب أن يمتِّع ابنته برحلة سياحية ترفيهية، يصبُّ أثناءها توجيهات ونصائح تفيدها في حياتها المستقبلية، وتقتني بعض احتياجاتها، فسافر بها إلى العاصمة، وتنقَّل رفقتها إلى بعض المواقع السياحية الجميلة، منها حديقة التسلية ببن عكنون.
    ولـمَّا علم الخاطب وأهله بسفرها هذا، زارت والدة الخطيب أهل العروسة، فرحَّبوا بها وأكرموا قِراها، ولكن فاجأتهم بقولها أنَّ الأسرة قد قرَّرت فسخ الخطوبة، والفتاة في حلٍّ من أمرها من ارتباطها بابنها.
    صعقت الأمُّ بالخبر، وسألت الزائرةَ عن السبب؟
    أجابتها أمُّ العريس: السببُ أنَّ البنت سافرت إلى العاصمة، وذهبت إلى حديقة التسلية والألعاب.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق