الخميس، 8 يناير 2015

كتابات أدبية

المفتِّش وسيارة الإسعاف


    عاتبت المعلِّمة يوما تلاميذها على الفوضى التي يقومون بها في القسم، والتشويش الذي يتسبَّبون فيه أثناء الدرس، وقالت لهم:
-      لقد أحرجتموني يا أطفالي عندما زارني المفتِّش في المرَّة السابقة، ووبَّخني على الفوضى والتشويش الذين لاحظهما أثناء تواجده في القسم.
    وفي يوم آخر، لاحظت في قسمها هدوء يسوده، ومتابعة واهتماما بالدرس يعمُّ الأطفال، فقالت:
-      هكذا أحبُّكم أن تكونوا يا أبنائي، فأتباهى بكم وأفتخر عندما يزونا المفتِّش في المرَّة القادمة، وسيقول لي: هؤلاء صغارك يا معلِّمة؟ لقد تغيَّروا كثيرا وأصبحوا روعة، في منتهى الهدوء.
    ففرحوا وسعدوا جميعا، وارتسمت على وجوههم ابتسامة جميلة.
    فنطق أحدهم قائلا:
    معلَّمة، أرجوك قولي للمفتِّش أن يحضر معه سيارة الإسعاف.
    فقالت المعلِّمة مستغربة من كلام التلميذ:
    إسعاف؟!، ياحفيظ، لماذا؟؟
    أجاب الطفل:
    لأنَّه سيتفاجأ حتما وينبهر بهدوئنا فيقع مغشيَّا عليه.
    ضحك الأطفال كثيرا من إجابة الطفل قبل أن يكمل جملته، كأنَّ تفكيرهم واحد، أو فهمهم لجوابه سبق فهم المعلِّمة، ثمَّ التحقت المعلِّمة بأطفالها في الضحك.

بقلم: يوسف بن يحي الواهج

نقلا عن الأستاذة: ملاك الواحات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق