العلاَّمة إبراهيم بن عمر بيوض
نسب الشيخ بيوض ومولده:

مراحل دراسته:
دخل المدرسة القرآنية منذ صغره، واستظهر
القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز اثني عشر سنة عند شيخه: الحاج محمَّد بن يوسف بهون
بن علي. والتحق بعد ذلك بحلقة (إِيرْوَان). ثمَّ تدرَّج في طلب علوم اللغة العربية، وعلوم الشريعة الإسلامية.
على يد: الشيخ إبراهيم بن عيسى الابريكي، والشيخ الحاج عمر بن يحي المليكي، والشيخ
عبد الله بن إبراهيم أبو العلا، والشيخ بكير العنق، (رحمهم الله جميعا).
فنون العلم التي نبغ فيها:
اهتمَّ الشيخ بيوض كثيرا بعلوم اللغة
العربـيَّة - باعتبارها أداة ومفتاحا للعلوم الأخرى -، ودرس العقيدة، والأصول،
والفقه، والسيرة النبوية، والميراث، و...
ولم يقتصر على العلم النظري، بل بملازمة
شيوخه وحبِّهم الشديد له، حُظي بتكوين تطبيقي يعنى بتربية النفس وتهذيبها، وشحذ
القدرات العقلية وصقلها، والاعتناء بالأبدان وتنميتها، فجمع بذلك المنهجِ السليم
الأسسَ الثلاثة للتربية الحقَّة: الروح،
والعقل، والجسد.
أثر المطالعة ومجالس الإصلاح في صقل
شخصيته:
العصامية وحبُّ المطالعة هي من أبرز سمات
الشيخ بيوض، وقد كان من روَّاد نادٍ لشيخه الحاج بكير العنق، يجتمع فيه سراة القوم
لمطالعة ما يصلهم من كتب ومجلاَّت من المشرق خاصَّة، ومتابعة أحداث العالم
الإسلامي،وعنها يقول:
«هذه المجالس التي كانت تناقش
فيها كلُّ مشاكل البلد، وتُشرح فيها كلّ سياسته، فعرفت ما لم أكن أعرف من أسرار
المجتمع والإصلاح؛ فثقف عقلي ما أسمع وما أرى، وعلَّمني أساليب النضال، وأرهف
حسِّي، وربَّاني تربية اجتماعية ممتازة».
شخصياتٌ علمية تأثَّر بها:

وقد تأثَّر كذلك بالإمام محمَّد عبده،
وتبنَّى منهجه في التفكير والتفسير، وعن ذلك يقول:
«إنَّ مقصدي من هذه الدروس [دروس
التفسير] وغيرها هو مقصد الشيخ محمَّد عبده، أنْ أخلُق عقولا تتذوَّق بلاغة
القرآن، ونفوساً فيها طهر القرآن، وتلاميذَ مصلحين يكونون جند القرآن».
وشخصياتٌ
أخرى راسلها:

وقد راسل مجموعة من علماء جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين، مثل رئيسها الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ الطيب العقبي،
والشيخ البشير الإبراهيمي؛ كما كانت له علاقات حميمة بالمفكر الراحل مولود قاسم
نايت بلقاسم.
أمـَّا في مستوى ميزاب فأكثر مراسلاته كانت
بالشيخ عدُّون (شريفي سعيد)، والشيخ أبي اليقظان، والشيخ محمَّد علي دبوز، والشيخ
عبد الرحمن بكلي، وشاعر الثورة مفدي زكرياء، وكاتبه الذي أحبَّه حبَّ الوالد لابنه
الوفي حدبون صالح ...
شدائدُ
سبرته... فرشَّحته:
بعد الحرب العالمية الأولى 1914-1918م، أخذته
فرنسا - مع من أخذت من الشباب الجزائري - للخدمة العسكرية الإجبارية، وبعد مساعي
حثيثة انتشل من براثن الظلم انتشالا، وبعد ذلك مباشرة جنَّد نفسه لمحاربة الاستعمار، وندَّد بالتجنيد
الإجباري في صفوف العدوِّ لمحاربة المسلمين - رفقة جماعة من الوطنيين - فأثمر
سعيهم إلغاء فرنسا لهذا القانون في ميزاب.
وفي سنة 1921م نجا من وباء (التيفيس) الذي حصد
المئات من الناس في القرارة، وقضى نخبة من العلماء والأعيان، فكان من بينهم والده
عمر، وشيخه الحاج عمر بن يحي.
وهكذا أنجاه الله مرَّتين،
وخصَّه بعنايته وفضله، بعد أن رزقه مواهب جليلة وصفات حميدة. فما كان من ابن
العشرين ربيعا إلاَّ أن تحمَّل بعدهم الأمانة بإخلاص، وتلقَّف الراية بجدارة.
بروزه
في حلقة العزَّابة:
في سنة 1922م دخل عضوا في حلقة العزَّابة،
وهو أصغرهم عمراً، ولكنَّ قدراتـِه العلمية، مكَّنته من التفوُّق والنبوغ، فكُلِّف
بالتدريس والوعظ والإرشاد بالمسجد بـعد سنتين، وفي سنة 1940م انتُخب بالإجماع
رئيسـًا لمجلس العزَّابة.
إنَّ
إبراهيم كان أمـَّة:
حبا الله تعالى الشيخ بمزايا كثيرة، جمعها
البكري في قوله:
«خلقٌ كريم، وعلمٌ واسع، وعقلٌ
متَّزن، وفكرٌ وقَّاد، وحافظةٌ قوية، إلى لسانٍ فصيح معبِّر، وقلمٍ بليغ مقرِّر،
إلى ألمعيةٍ تُرِيهِ العواقب في أثناء فكرته، إلى حظٍّ يدني البون الشاسع، ويفتح
له كلَّ باب مغلق»
المسجد
يـَتحوَّل إلى "جامعة شعبية:
يقول الدكتور محمَّد ناصر عن الإمام الزعيم: «أدرك
بحسِّه الإصلاحي، واطِّلاعه على الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي، أنـَّه لا
بدَّ من وضع خطَّة عملية طويلة النفس، تحوِّل المسجد إلى منارة إشعاع، تمدُّ الناس
بالنور في جميع مناحي حياتهم، الدنيويـَّة منها والأخروية. فما كان منه إلاَّ أن
حوَّل المسجد إلى جامعة
شعبية، لا يقتصر فيها على الوعظ
والإرشاد وحدهما، وإنـَّما يقدِّم فيه أطايب المعرفة الإسلامية مبسوطة على مائدة
القرآن الكريم وسنَّة النبيء محمَّد صلى الله عليه وسلم».
نبني
بجانب كلّ مسجد معهدا:
منهج التغيير عند الإمام منهجٌ كامل متكامل،
يغذِّي الروح، كما يـُعنى بالعقل، ولذلك حرص الشيخ على إنشاء حركة تربوية تجمع إلى
أصالة المبادئ والأهداف حداثةَ الوسائل والتقنيات، فأسَّس معهدَ
الشباب-معهد
الحياة، بتاريخ: 18 شوال 1343ه/21
ماي 1925م، رفقة أعلام مخلصين، وهبوا الموت فمُنحت لهم الحياة، ومَحضوا الإخلاص
فمُنحوا الخلاص، من أمثال: الشيخ أبي اليقظان إبراهيم، أب الصحافة الوطنية، والشيخ شريفي سعيد
بن بلحاج "الشيخ عدُّون"، الساعد الأيمن للشيخ.
وقد علَّق الشيخ بيوض على مقولة الإمام
محمَّد الغزالي: «لا خلاص لنا إلاَّ أن نهتمَّ بالمعاهد اهتمامنا بالمساجد، وأن
نبني بجانب كلّ مسجد معهدا، ونبني بجانب كلّ معهد معبداً» بقوله:
«وقد سبقت لنا - بحمد الله - دعوات في هذا
المجال منذ سنين، وهو ما طبَّقناه عمليا بعد مجهودات جبَّارة، فقامت هذه المؤسَّسة العتيدة لمعهد الحياة إلى
جانب المسجد، صرحا شامخاً للتربية المحمَّدية، ومنارا للإسلام، وتلك هي قناعتنا
منذ أن خطونا خطواتنا الأولى في الإصلاح الديني والاجتماعي».
إنَّ هذه المؤسَّسة المباركة لا تزال قائمة رغم
عوادي الزمان، والأمـَّة الإسلامية - وهي في مشارف القرن الواحد والعشرين - تنتظر
منها المواصلة المسير على الدرب والبذل من المجهود المزيد، لتستعيد مجدها
وعزَّتها، وتتبوّأ المكانة التي رشَّحها الله لها.
وغذَّى هذا المعهد بمأوى للطلبة يتمتَّعون
بالنظام الداخلي للوافدين من الآفاق، قصد لـمِّ شتات الأمـَّة في شبابها، وتوحيد
الأفكار، بمنهج تربوي اجتماعي مترابط تحت رعايته.
وكان من ثمرات هذا المعهد أن تخرَّج فيه
«أفواج متعاقبة من نبهاء الطلبة، فيهم المعلّم المربـِّي، والمؤلّف، وفيهم الواعظ
الداعية إلى الله، وفيهم الكاتب والشاعر، وفيهم المصلح الاجتماعي الذي تدور على
محوره شؤون قومه».
الإمام
مصلح اجتماعي:
إنَّ المصلح الاجتماعي الناجح هو الذي يقصد
الناس في مواطن أفراحهم وأتراحهم، ولا ينتظرهم في قسمه ومنبره؛ وقد كان الشيخ رحمه
الله لا يترك فرصة إلاَّ وزرع فيها أفكاره الإصلاحية، وأرشد فيها الرعية، معتمدا
في ذلك على بداهة فائقة، وذكاء حادٍّ، وأسلوب مقنع، يفهمه الصغير ويدرك مغزاه
الكبير، ويعيه الأميُّ كما يتأثر به المثقَّف.
فهو يستغلُّ مناسبات الأعراس، والجنائز،
والزيارات، والأسفار، والتجمُعات العامَّة أيـّما استغلال، وقد خلَّف العشرات من
الدروس، لو جمعت تحت عنوان واحد، لكان بلا ريب: دروس المناسبات.
كتبٌ
درَّسها في المسجد والمعهد:
في سنة 1931م شرع بمسجد القرارة في تدريسِ
كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري، واختتمه بحفل علمي بهيج سنة 1953م. وكذلك درَّس
مسند الربيع بن حبيب في الحديث. وكتاب النيل للثميني في الفقه، وطلعة الشمس في
أصول الفقه للسالمي، وعقيدة التوحيد لمحمد عبده، وتهذيب المنطق في علم الميزان،
وعظة الناشئين في الاجتماع، ودلائل الإعجاز في البلاغة، وأمالي القالي في الأدب،
وغيرها كثير. وكان في مقدِّمة هذا كلِّه: تفسيره للقرآنُ الكريم.
للشيخ (رحمه الله) رحلة روحانية مع القرآن
الكريم، فقد حفظه وهو في سنِّ الثانية عشر، وجلس للناس يفسِّره معتمداً على تفسير
البيضاوي وهو ابن عشرين ربيعاً، وفي أواخر العشرينيات آثر تفسير الإمام محمَّد
عبده "جزء عمَّ"، ففسَّره في مراحل متقطَّعة إلى أن أتـمَّه؛ وفي
غرَّة محرَّم 1353هـ/6 ماي 1935م افتتح - بعد تهيُّب وتردُّد طويلين، وإلحاح من
الناس شديد - أوَّل درس لتفسير القرآن الكريم بطريقة متسلسلة، منتظمة، متتابعة؛
واستمرَّت هذه الدروس تغذِّي المسيرة الإصلاحية للأمَّة، وتسجِّل في جبين الأمـَّة
الإسلامية عامة والجزائرية خاصَّة صفحة من عزٍّ ونور، إلى غاية 25 ربيع الثاني
1400ه/12 فيفري 1980م.
أمـَّا عن مميزَّات تفسيره، فنترك قلم أعرفِ
الناس به - فضيلة الشيخ عدُّون - يعبِّر عنها بقوله:
«وطريقته
أنـَّه بعد افتتاح الدرس بالدعاء المأثور، يتولَّى أحدُ التلاميذ تجويد الآية أو
الآيات التي يفسِّرها، يتولَّى سردَها ثمَّ يذكر سبب النزول إن كان، ويربط السورة
أو الآية بما قبلها بذكر المناسبة، ثمَّ يشرح معاني الألفاظ اللغوية، والمعنى
الإجمالي، ثمَّ التفصيلي للآية، فيستخرج ما فيها من أسرار بيانية ولطائف بلاغية
ونكت عجيبة، وكثيرا ما يلهم بها أثناء الدرس فيقول:
هي
بنت اللحظة، يبدي ما فيها من إعجاز يفوت تناول البشر، ويذكر مناسبتها لعصر النزول،
ومطابقتها لهذا العصر ونوازله، فتحسب أنَّ الآية نزلت بهذه القضية أو تلك، أو على
هؤلاء الأقوام أو أولئك، ويستعرض عليها قضايا الإنسان الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
بهذا
المنهج القويم وهذه الروح القوية فسَّر القرآن إمامنا الكبير في مدى سبعة وأربعين
عاما».
الإمام يشارك في تأسيس جمعية العلماء:
تعدَّدت دوائر نشاط الشيخ، وقد كانت له
مشاركات فعَّالة في مستوى وادي ميزاب - عشيرته الأقربون-، والجزائر - وطنه العزيز
-، والعالم الإسلامي - جماع المصير المشترك-.
ففي إطار الجزائر، شارك الشيخ في عدَّة
إنجازات، ولعلَّ من أبرزها تأسيسُ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي أسندت
إليه مهمَّة نيابة أمين المال، وذلك في سنة 1931م.
ويؤسِّس جمعية الحياة:
يساير الإصلاحَ التربوي والديني إصلاحٌ
اجتماعي على أسسٍ متينة، وقد أسَّس الشيخ لذلك جمعية الحياة، التي تعتبر رائدة
النهضة الحديثة في القرارة، وكان ذلك سنة 1937م.
الشيخ بيوض وقضية فلسطين:
في سنة 1948م كان من بين الأربعة الممضين على
برقيات ورسائل التأييد، باسم اللجنة الجزائرية الفلسطينية، لقضية فلسطين في
الجامعة العربية.
المعـتـرك السياسي:
أشرِب الشيخ منذ نعومة أظفاره عقيدة الولاية
والبراءة، فأحبَّ المسلمين في كلّ بقاع المعمورة، وكره الكفَّار كرها شديدا،
وعاداهم عداء مريرا، ففي سنة 1940م، وإثر تحريضات شديدة اللهجة ضدَّ الظلم
والظالمين، حكم عليه المستعمرُ بالإقامة الجبرية لمدَّة أربع سنوات، لا يغادر فيها
أسوار القرارة.
وقد طَرحت الحكومة الفرنسية مشروعا يقضي بفصل
الصحراء عن الشمال، مستعينة في تحقيق هذا الهدف بعصبة من أذيالها، غير أنَّ الشيخ
بيوض وقف معارضا لهذا المقترح، رغم الإغراءات ورغم التهديدات، وإليه يعود الفضل في
الإبقاء على وحدة التراب الوطني، وفي المحافظة على عزَّة الشعب الجزائري.
وقد أجمل الدكتور محمَّد ناصر بوحجام مرتكزات
الشيخ بيوض في العمل السياسي في النقاط التالية:
*الاهتمام بالشباب إعدادا
وتوجيها.
*المرونة في التحرُّك
السياسي.
*الدعوة في التحكُّم في
المجال الاقتصادي، وولوج أجهزة الحكومة.
الشيخ بيوض في المجلس الجزائري:
«إني وقَفت حياتي فيما مضى على أمَّتي،
وإنَّني أقف عليها ما بقي من أيامي، والله حسبي» هذه الكلمات قالها الشيخ بعد
أن رُشِّح -رغم رفضه الشديد- لمهمَّة تمثيل الأمـَّة في المجلس الجزائري، وذلك سنة
1948م وأعيد ترشيحه في سنة 1951م، فعمل بجدٍّ وإخلاص، واستغلَّ هذا المنصب للدفاع
عن قضايا الإسلام والمسلمين، وللذود عن حوض الجزائر والجزائريين، فوفِّق في ذلك
أيـّما توفيق.
وللشيخ يد في الثورة التحريرية المباركة:
«والبحر أنت سياسة، كالموج آونةً، وأخرى في
السكون سماء
وإذا
الزعانف أرجفوا، فالبحر هولٌ في اللقاء، وفي السماء علاء
البلبل
الصدَّاح أنت، وشانئٌ لك «كالغراب» فِعاله سوداء
يكفي
الغراب نعيقه، أو دمنة يقضي بها الأيـَّام وهي خــلاء»
هذا ملخَّص حال الشيخ بيوض (رحمه الله) من
الثورة التحريرية المباركة، وحالِ شانئيه أصحاب الساعات الأخيرة، والمواقف
المتلوِّنة، فقد شارك الشيخ في الثورة قبل أن تبدأ بعقود، لا بمفهوم قصار النظر،
وإنـَّما بالمفهوم الحضاري العميق، فأعدَّ العدَّة، وحارب الجهل، ونشر الفضيلة،
وحارب الرذيلة، وهو واثق أنَّ عدوّ النفس أعتى من أي عدوٍّ آخر.
وأثناء الثورة شارك بأعمال عديدة منها:
الاتِّصالات والمراسلات السرية بقادة جبهة التحرير الوطني؛ وتموين المجاهدين
بالمال والعتاد واللباس؛ وإرسال تلاميذه الشباب إلى واجهة القتال بأعالي الجبال؛
وإيواء كبار الثوَّار، وخاصَّة بتربيته لجيل من الوطنيين لا نجد ضمنهم خائنا
واحدا، في وقت عزَّ فيه الوفاء للوطن، ورخصت فيه القيم والمقوِّمات.
الشيخ بيوض في الحكومة المؤقَّتة:
بعد اتفاقيات إيفيان التاريخية وإيقـاف
القتال في 19 مارس 1962م، نال الشعب الجزائري كرامته، وأخذ استقلاله ليـُنهي كابوس
130 سنة من الاستعمار الغاشم، وشُكِّلت لجنة تنفيذية مؤقَّتة، وأسندت إلي الشيخ
مهامَّ وزارة التربية إلى غاية تسليم السلطة عند الاستقلال للحكومة الجزائرية
الأولى في سبتمبر 1962م.
ويعـيَّن رئيسا لمجلس عمِّي سعيد:
مجلس عمِّي سعيد يمثِّل أكبر هيئة دينية
واجتماعية في وادي ميزاب، يجتمع فيه ممثِّلو مدن وادي ميزاب ووارجلان للنظر في
مستجدَّات الناس، وللإفتاء في النوازل؛ فبعد مرحلة من الانقطاع بُعث سنة
1963م، وانتُخب الشيخ بيوض رئيساً له إلى غاية وفاته، فكانت له مواقف ومبرَّات
أثرى بها الفكر الإسلامي، وفتاوى أطبقت شهرتها العالم الإسلامي.
وقد اعتمدته وزارة التعليم الأصليِّ والشؤون
الدينية في الفتوى بالعمل بالحساب الفلكي في إثبات المواسم، وفي اعتبار جدَّة
ميقاتا للحجَّاج القادمين إلى الحجاز من ناحية المغرب ... وفي غيرها.
آثاره:
-
في رحاب القرآن (تفسير للقرآن الكريم):الجزء المسجَّل منه من آية (ولقد كرَّمنا بني آدم... سورة الإسراء)،
إلى خاتمة القرآن؛ في 1127 شريطا، كلّ شريط حوالي 60 دقيقة؛ دوَّنه الشيخ بلحاج
عيسى في أربعين مجلَّداً من الحجم الكبير، بمجموع 12500 ص.
-
فتاوى الإمام الشيخ بيوض: إعداد
الشيخ بكير بن محمَّد الشيخ بلحاج؛ ط1: المطبعة العربية، غرداية، الجزائر؛ 1408هـ/1988م؛ جزآن. ط2: مكتبة أبي الشعثاء، السيب، سلطنة عمان؛ 1411هـ/1990م.
-
أجوبة وفتاوى: بالاشتراك مع الشيخ إبراهيم بن
سعيد العبري؛ منشورات دار الدعوة، نالوت، ليبيا؛ ط1: 1971م.
-
أعمالي في الثورة: إعداد
الدكتور محمَّد ناصر؛ نشر جمعية التراث، القرارة، غرداية؛ طبع الزيتونة للإعلام
والنشر، باتنة؛ ط1: 1410هـ/1990م؛ 164ص.
-
حديث الشيخ الإمام: إعداد
الأستاذ محمَّد سعيد كعباش؛ المطبعة العربية، غرداية؛ ط1.
-
المجتمع المسجدي: إعداد الدكتور محمَّد ناصر
بوحجام؛ ط1: ؛ ط2: مكتبة أبي الشعثاء، السيب، سلطنة عمان؛ 1411هـ/1990م.
-
ثبوث الهلال بين الرؤية البصرية وحساب المراصد الفلكية: نقله من الأشرطة عمر قلاع الضروس؛ راجعه الدكتور محمَّد ناصر؛ مطبعة
الألوان الحديثة، سلطنة عمان؛ ط1: 1413هـ/1992م؛ 86ص.
-
مقالات في صحف أبي اليقظان إبراهيم: حوالي 30 مقالا في مختلف المواضيع، لو جمعت لكوَّنت كتابا قيما؛ بين
1926 و 1938م.
-
مقالات وفتاوى متفرِّقة في مجلَّة الشباب: مجلَّة معهد الحياة، مخطوطة، مكتبة معهد الحياة.
-
نظام حلقة العزَّابة بميزاب: (مخطوط):مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م1 رقم 18.
-
بلاد ميزاب: بحث مختصر في تاريخ ميزاب (مخطوط): مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م2
رقم 62.
-
نبذة في حرمة المساجد وبيوت العبادة في الإسلام: مكتبة الشيخ بيوض بالقرارة، م3 رقم 161.
-
روح الشريعة الإسلامية وواقع التشريع اليوم في العالم الإسلامي: محاضرة ألقاها في الملتقى السابع للفكر الإسلامي، تيزي وزو؛
1393هـ/1973م؛ نشرت في المجلَّد الثاني من أعمال الملتقى؛ منشورات وزارة التعليم
الأصلي والشؤون الدينية، الجزائر؛ 1973م.
-
دروس ومحاضرات في مختلف المواضيع: وهي
مسجَّلة في أشرطة تعدُّ بالمآت، تطلب من مكتبة معهد الحياة، أو جمعية الرسالة،
القرارة.
وفاته:
وبعد عمر
ناهز 83 سنة لقي رحمه الله ربه مساء يوم الأربعاء 08 ربيع الأول 1401ه،ـ الموافق ليوم:
14 يناير 1981م، فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه، وجزاه عن الاسلام
والمسلمين والجزائر كلَّ الخير.
بقلم الدكتور: محمد بن موسى بابا عمِّي
المصدر: http://shamela-dz.com/index.php?option=com_content&view=article&id=408:2013-09-16-10-06-30&catid=40:2013-03-12-13-25-02&Itemid=61
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق