
وهي عبارة عن فقرة جاءت ردًّا على سؤال وجَّهه الأستاذ محمد أبوالفتوح
المشرف على برنامج المغرب العربي بإذاعة القاهرة، إلى الدكتور الشاعر: صالح خرفي
رحمه الله، وكان ذلك في ندوة عقدها معه يوم: الثلاثاء 01/10/1957
يوسف بن يحي الواهج
السؤال: بما أنّكم كنتم في بدء الثورة في الجزائر، فهل تذكرون طرائف أو أحداث وقعت
وأنتم هنالك.
بما أنكم قيدتموني بالطرائف، فلا بأس
أن أذكر على سبيل التفكهة والضحك وإن كان في نظر فرنسا ضحك كالبكاء ،
أن أذكر أنني كنت مارا بإحدى شوارع قسنطينة الرئيسية في بدء الثورة، هذه الشوارع التي ينبث فيها الجنود الفرنسيون طولا وعرضا متأبطين رشاشاتهم، وصادف أن مرت بالشارع نفسه عجوز بها خبل ومسّ، فصاحت في جندي من خلف (أوليما) فنفض الجندي يديه من الرشاش ورفعهما إلى السماء منتظرا مصيره من الفلاّقى الذي كان يظن أنه هو الذي صاح فيه. فكـان مسخرة الجمـيع. ومن يومـه ذلك سمي بـ » أوليما «.
أن أذكر أنني كنت مارا بإحدى شوارع قسنطينة الرئيسية في بدء الثورة، هذه الشوارع التي ينبث فيها الجنود الفرنسيون طولا وعرضا متأبطين رشاشاتهم، وصادف أن مرت بالشارع نفسه عجوز بها خبل ومسّ، فصاحت في جندي من خلف (أوليما) فنفض الجندي يديه من الرشاش ورفعهما إلى السماء منتظرا مصيره من الفلاّقى الذي كان يظن أنه هو الذي صاح فيه. فكـان مسخرة الجمـيع. ومن يومـه ذلك سمي بـ » أوليما «.
وبباتنة في الجهة الشرقية من الجزائر
كانت فرقة عسكرية تتجوّل ليلا في شوارع المدينة للمحافظة على الأمن، ففوجئت بحركة
قريبا منها، فأطلقت أعنة المتـريات والرشاشات وملأت المدينة دويّا وفزعا وبعد
انجلاء المعركة تبين أن القائم بالحركة كلب كان مارا في ظلام الليل. و مع هذا لم
تصبه أية رصاصة.
من هاتين القصتين الطريفتين ندرك مدى الرعب الذي كان يلاحق الجندي الفرنسي،
ويتتبعه تتبع الظل في كل شبر من أرض الجزائر. هذا في بدء الثورة والجنود الفرنسيون
في جدتهم يشعرون بنشاط واندفاع، أما اليوم والثورة تضع الجندي الفرنسي ذات اليمين
والشمال، فلم يبق له إلا أن يلازم مراكزه وتتفضل قوات جيش التحرير بغزوه في عقر
داره، وقنبلة حتف أنفه.
صالح خرفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق