صفحة عن كتاب: مصطفى رمضان رجل العلم والنضال

وتوثيق
تاريخ المناضل والمجاهد: الحاج إبراهيم رمضان"-. (صفحة 401).
نعَم، الكتاب
يقدِّم تاريخا مفصَّلا شاملا لتاريخ المجاهد الكبير: إبراهيم رمضان (رحمه
الله)، وهو يقدِّم أيضا مساهمة مهمَّة، ربَّما هي باكورة جديدة وجريئة تسلِّط
الضوء على فترة أو مرحلة من تاريخ الجزائر بصفة عامَّة، وتاريخ المنطقة تغردايت
(غرداية) مزاب، غفل عنها الباحثون أو تغافلوها، أو لم تكن لهم الجرأة الكافية
للخوض فيها.
والحمد لله
أن ورثَ مؤلِّفُ الكتاب، الأستاذ: مصطفى رمضان هذه الجرأة من والده رحمهما الله،
فأصدر لنا مشكورا هذا الكتاب التاريخي القيِّم، الحافل بالمعلومات عن الرجل
المجاهد المناضل الراحل، وعن الثورة التحريرية الجزائرية، وعن المجتمع المزابي،
وعن أشخاص علماء ومناضلين ومجاهدين، لم نكن لنعرفهم لو لم يفعل رحمه الله.

وشخصيا، قد
صحَّحتُ بعدما قرأت الكتاب عندما وجدتُ فيه أعمال الحاج إبراهيم رمضان، وجهوده
وصدقه وإخلاصه في خدمة وطنه الجزائر، وأياديه البيضاء تجاه شباب غرداية، ما كان في
إدراكي عن المرحوم إبراهيم رمضان الذي كان حسب ما يشاع عنه، أنَّه كان متنكِّرا
لبني جلدته، وفضائل المجتمع ومؤسَّساته العرفية تجاهه، خاصَّة لـمَّا كان مناضلا
ومراقبا وطنيا في حزب جبهة التحرير الوطني.
وقد أكَّد لي
ما جاء في الكتاب أحدُ أصدقائي من أولئك الشباب الذي كان ضحيَّة سياسة الإقصاء
التي كان حزب جبهة التحرير يمارسها في حق شباب مزاب، وذكر لي كيف وقف المرحوم:
إبراهيم رمضان وقفة صدق وإخلاص وهو مراقب وطني في الحزب آنذاك إلى جانب الكثير من
الشباب المقصيِّ عن الحزب ظلما وعنصرية، ولم يهدأ له بال حتَّى أوصل احتجاجهم إلى
رئيس الجمهورية الراحل: هواري بومدين الذي أوفد لجنة تحقيق رئاسية، فتمَّ قبول
ملفَّاتهم وانخراطهم في الحزب.
هذا هو الرجل لمن لا يعرفه، فلــيُنصَف رحمه الله

وما أجمل أن
تقرأ كتابا من الدفة إلى الدفَّة، ثمَّ تخرج منه بورقة توجزه وتقيِّمه، لهذا أدعو
أصدقائي عشَّاق القراءة إلى مطالعة هذا الكتاب كاملا.
والشكر
موصولٌ أوَّلا إلى المرحوم: مصطفى رمضان على جهد الكتابة والتأليف، ثمَّ إلى دار
نزهة الألباب على جهد الطباعة والإخراج والتوزيع.
بقلم: يوسف بن يحي الواهج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق